الكاتبة ـ موسيه العسيري .
عندما نعطي شيئًا معينًا اسمًا لا يخصه أو ليس باسمه الحقيقي، فإننا بذلك نشوّهه. ومع هذا التشويه، يبتعد عنه الآخرون، فلا يمارسونه ولا يقتربون منه.
فعندما ننظر إلى الحب على أنه كذبة أو خيانة أو غدر أو مصلحة مؤقتة، فربما لأننا خضنا تجربة جعلتنا نعيش هذا الشعور المؤلم، فصرنا نرى الحب من خلال تلك التجربة فقط. وعندما ننقل هذه التجربة لمن حولنا، أو يسمعونها من غيرنا، يبدأ الخوف بالتسلّل إلى قلوبهم، فيترددون في خوض الحب أو تصديقه.
وكذلك الحياة، حين ننظر إليها على أنها مجرد كذبة أو طريق مليء بالعقبات، فربما لأننا نحن تعثرنا فيها ولم نجد ما نرجوه من سعادة أو نجاح أو توفيق. فنُسقط تلك التجارب على الحياة كلها، ونشوّه معناها الحقيقي، فنقول إنها بلا أمل، بينما هي في الحقيقة لم تُخطئ، بل نحن الذين لم نرَ الجانب الآخر منها.
وحين نسمّي الأشياء بغير أسمائها، لأن تجربة ما جعلتنا نراها بوجهٍ مختلف، فإننا نظلمها. مثل الحب، والصداقة، والأبوة، والأمومة، وحتى علاقاتنا بالناس.
من عاش في بيئة قاسية، قد يرى كل البيئات قاسية، ويظن أن كل الآباء يمارسون العنف، وكل العائلات متشابهة. لكن هذا ليس صحيحًا، بل هو انعكاس لتجربته فقط.
نحن نُسمّي الأشياء أحيانًا من خلال ما عشناه، لا من خلال حقيقتها. نُطلق الأسماء المشوّهة لأننا تأذينا، لا لأن الشيء في ذاته مؤذٍ. ولو أُتيح لنا أن نعيش التجربة مرة أخرى مع أشخاص آخرين أو في ظروف مختلفة، ربما لتغيّرت نظرتنا تمامًا.
عندما نجد شخصًا يحبّنا بصدقٍ ولذاتنا، عندها نعيد تعريف الحب.
وعندما تُفتح لنا الحياة وتمنحنا الفرح، نعيد تعريفها هي الأخرى.
وكذلك العلاقات، حين نجد فيها الصفاء والإخلاص والإحتواء، نُدرك أن المشكلة لم تكن في الأشياء ذاتها، بل في التجارب التي مررنا بها.
لذا، حين نغيّر أسماء الأشياء، فنحن في الحقيقة نصف ما عشناه لا ما هي عليه. التجارب وحدها هي التي جعلتنا نراها بغير معناها الحقيقي.
.jpg)


.jpg)
.jpg)

.jpg)

.jpg)
.jpg)
.jpg)


.jpg)



















.jpg)







































