منذ 18 ساعة و 15 دقيقة 0 25 0
جذور المسؤولية في اعناق الأباء والأمهات .
جذور المسؤولية في اعناق الأباء والأمهات .

 

الكاتبة ـ مريم سليمان الجهني .


 

ثارت في داخلي غيرةّ ، غيرةّ أشعلت حروفي ، وجعلت كلماتي تتسابق لتُحدق باستغراب بما رأته عيناي . 

في مساءٍ متأخر ، وبينما أعود إلى مسكني بأحد المدن ، 

وقفت أمام مشهدٍ تتفطر له القلوب … 

ومشهدٌ تتجمد له الأنفاس ، وتتساقط أمامه كل الحروف . فتيات وفتيان …

لا أريد أن أصفهم بكلمةٍ لا تليق بديني ولا قلمي ، ضحايا غياب من الدرجة الأولى ؛ ضحايا غياب الرقابة ، وضحايا انفتاحٍ بلا وعي ، وضحايا بيوتٍ سمحت للشارع أن يربي مالم يستطع البيت احتواؤه . وقفت بين أن أنصح كما أوصى محمد ﷺ وبين أن أصمت حتى الصباح وأترك السؤال يطاردني : وماذا حصل ؟ ولِم حصل ؟ ومن المستفيد ؟ وأذكر قول الله : " إنك لا تهدي من أحببت " لكن حديث مربي البشرية عليه الصلاة والسلام :

" كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته "

وصية واضحة للأباء .

 ويتضح لنا اليوم مع تطور التكنولوجيا أن :

المسؤولية شقًان لا ينفصلان : 

البيت … و السوشيال ميديا . جيل يتلقى التربية من أقطار العالم ، وشوارع مفتوحة بلا رقيب ، وبنات وأبناء يجولون في منتصف الليل هداهم الله ، كأن الليل صار صديقاً أميناً ، والوقت لم يعد أمانا . وهذا لا يعني منع ابنتي من مرافقة صديقتها بوقت متأخر ، أني لا أثق بها ، بل أني لا أثق بالشارع … لأنها جزءّ مني وروحي قبل أن تكون ابنتي . وجودي قربها ليس تحكماً ، بل سياجاً يُوقِف من يحاول أن يتقدم نحوها . كيف أترك ابني وابنتي في الشوارع بلا رقيب وأقول " أنا واثقً" ؟ نخدع أنفسنا ، فنحن نشارك في صنع ضياعهم ثم نريدهم أن يصبحوا دعاة صالحين لنا بعد موتنا ! كيف يرجو والدٌ ابناً صالحاً وهو لم يسعى لإصلاحه اساساً ؟ ولم يكن بصحبته يوماً ؟ وكيف تلوم أمٌ بنتها وهي لم تُمسك بيدها يوم كانت تحتاج من يقودها إلى طريق الرشد؟ . نعم السوشيال ميديا ملأى بثقافات لا تُشبهنا وأفكار لا تنتمي لهويتنا ،وعادات لم يُنزل الله بها من سلطان ، 

ولكن رفضي لخروج ابنتي أو ابني بوقت متأخر لا يعني أنني متخلّفة ، بل أريدها 

* طبيبة تنقذ روحاً تألمت 

* ⁠مهندسة تُشغل بيديها بترول بلدها بأمانة 

* ⁠ممرضة تسهر على مسن فقد يداً حانية معه ، 

* ⁠

* ⁠محامية ترفع الظلم بقلمها ،

* ⁠معلمة تُخرج أجيالاً تبني المستقبل ،

* ⁠وجندية تحمي أمّن وطنها بقوة،

* ⁠إداريةً تقود منظومة بكفاءة ،

* ⁠وبنتاً صالحةً قبل كل شيء .

وكذلك أريد ابني : 

معلّماً يُنشئ العقول ،

وطبيباً يحفظ الأرواح 

وجندياً يحمي الحدود 

ومهندساً يُشيد المباني 

وإعلامياً بقلم صادقٍ

ومبرمجاً يرفع راية وطنه بين الأمم 

الوطن لا يُبني بمن يلهو في الطرقات منتصف الليل ، بل بمن يُقّدر الوقت والمسؤولية. جيل الثمانينيات قبل أو بعد كان نسخةّ يشبه آباءه وأمهاته : بعض 

بيت فلان يشبه بيت فلان 

بنت فلان تفكيرها نفس بنت فلان  

ولد فلان رجلٌ كأبناء فلان ، 

القيم واحدة … والدين واحد … 

هو يحمي أخت جاره ، 

وهي تنصح جارتها 

وهو ينتقد ابن جاره خوفاً عليه 

السبب ؟ المربي واحد .والمصدر الفكري واحد ، تلفاز … ومحتوي واحد .

أما اليوم فتربية أبنائنا تأتي من اربع جهات الأرض ؛ لذلك نحن - الآباء والأمهات - 

حائط الحماية الأول …

وآخر سياج يحمي فطرةً وُلد عليها أبناؤنا .

لا يعني بلوغ الإبن 18 سنة أن رسالتنا انتهت ، ولا يعني أن نُلقي بهم في الشوارع بلا قيود بدافع الحرية ، يجب أن نغرس بداخلهم "روح المسوؤلية " لا نغرس التسيب والضياع . ثم نعود ونبرر لنقول : الزمن تغير والحقيقة روح المسوؤلية تغير . مارأيته لم يكن مشهداً عابراً… كان صرخة صامتة تقول : أين أنتم يا آباء ؟ وأين أنتم يا أمهات ؟ ضحايا الشارع ليسوا سيئين… بل يفتقدون الناصح 

ويحتاجون المربي . نحن ياسادة … حين يُقرر رجل وامرأة أن يُنشاء مؤسسة أسرية . فإن الأيدي تُكَبل بقيود المسؤولية ، ويلبسان جلباب القدوة قبل كل شيء .فأبناؤنا وُلدوا على فطرة الإسلام . وكلنا مسؤول .

وقد فكرت أن انصحهم … لكن النصيحة تحتاج أرضاً صلبة فالنصيحة لا تنفع بلا قاعدة قوية. الكلمة العابرة لاتزرع وعياً . والمشهد المؤلم وإن نصحت لا يُغير سلوكاً .

اعرف وأعترف أن التربية صعبة … وأن الإنفتاح جعلها أصعب . ولكن الله معنا … 

والدرب واحد فلنكن : مرافقين ، قريبين ، متابعين ، مع حرية مقننّة ، لا مطلقة .

أرافقهم … دون أخنقهم .

امنحهم ثقة … دون أن اتركهم .

أراقب هواتفهم … دون علمهم . 

أصلح الخطأ … دون احراجهم  

لأن بعض الأبناء شخصياتهم عنيدة ، صريحة ، حساسة . وتحتاج للمعالجة الهادئة لا المواجهة ، ولن ينفع أب يصرخ … وأم تغضب ثم تنكسر العلاقة للأبد .

 رأيت شباب وبنات يجولون في منتصف الطرقات كلّ منهم ينظر للآخر … ينتظر كلمة … أو خطوة … أو لقاء ، رؤية 2030 فخر لنا ونعتز بتطور بلدنا وتحركات قادتنا - جزاهم الله كل خير التي من خلال هذه الرؤية تريد أن نصل للقمة ونكون الدولة العظمى .

 السؤال هل نحن نربي جيلاً يسعى مع الرؤية ؟ جيلاً. يستعد ليقود الوطن نحو الأفضل ؟ أم جيلاً يتساقط منتصف الليل لا يعرف ماذا يريد ؟ هل نريد جيلا يقود وطنه للتطور والرقي بالعلم والمعرفة والإختراع. 

أولياء الأمور الأعزاء: لايكفي المال ولا الحرية .

 أعاننا الله وأعانكم على المسؤوليات فنحن من قرر أن نكون أباً وأماً ، والله وضع هذه الارواح أمانة بين يدينا .

ولنتذكر دائماً حديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام 

" كلكم راعٍ …. وكلكم مسؤول عن رعيته .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

ابراهيم حكمي
المدير التنفيذي
مدير الدعم الفني والنشر

شارك وارسل تعليق

بلوك المقالات

الصور

.

.

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل

آراء الكتاب

admin الدعم الفني
صحفي في قسم مناسبات, رئيس فريق الدعم الفني شبكة نادي الصحافة السعودي
شبكة نادي الصحافة السعودية موجودة في "مبادرة تمكين جودة الحياة
2023-09-07   

آراء الكتاب 2

admin الدعم الفني
صحفي في قسم مناسبات, رئيس فريق الدعم الفني شبكة نادي الصحافة السعودي
شبكة نادي الصحافة السعودية موجودة في "مبادرة تمكين جودة الحياة
2023-09-07   
جمعه الخياط جمعه الخياط
صحفي في قسم صوت المواطن, رئيس مجلس ادارة صحيفة صوت مكة الالكترونية
مؤسسة القايدي: الريادة والصدق في تطوير العقارات بمكة المكرمة
2025-11-07   
ايمان محمد ايمان محمد
صحفي في قسم اخبار دولية, اعلامية ومراسلة صحفية في مجموعة شبكة نادي الصحافة السعودي
*وزارة الداخلية تحتفي بمرور 100 عام على تأسيس الدفاع المدني.. الثلاثاء المقبل*
2025-10-25   
فايزه عسيري فايزه عسيري
صحفي في قسم اخبار محلية, كاتبة وناشرة ببوابة صوت مكة التثقيفية
أمانة مكة تنظم ورشة حماية النزاهة وتعزيز الشفافية
2022-08-24   
بدر فقيه بدر فقيه
صحفي في قسم اخبار محلية, || محرر وناشر في شبكة نادي الصحافة السعودي. بكالوريوس نظم المعلومات من كلية الحاسب الألي بجامعة الملك خالد بأبها
عندما يتعرض مصاب بالسكري لنوبة انخفاض السكري وهو واعي
2018-11-20   
عيشه حكمي عيشه حكمي
صحفي في قسم اخبار محلية, محررة وناشرة بالصحيفة
رحلة اكتشافه للبيوت التراثيه لقريه عتود
2019-01-04   
حنين مسلماني حنين مسلماني
صحفي في قسم ثقافة وفنون, محرر وناشر
متصل الان (أحاديث قهوة )
2019-01-18   
شمعه خبراني شمعه خبراني
صحفي في قسم اخبار محلية, محرر وناشر بصحيفة صوت مكة الاجتماعية
وزارة العدل تتيح الاستعلام الإلكتروني عن الإقرارات
2019-12-15   
ساميه بكر سامية بكّر
صحفي في قسم مقالات, مدير تحرير القسم النسائي بمكة
مسيرة عطاء
2020-11-20