الورد والساقي
الكاتبة : صالحة أحمد
كان الورد ورداً عندما كان منفرداً جميلاً ،الكل يتمتع بذلك المنظرالخلاب ،وعندما أعتزم ذلك المار أن يحتكره لنفسه ويبني عليه حاجزاً ويتعهده بالماء بين الحين والآخر ،طرب الورد لذلك ووعد ذلك الساقي أن يزهر ورداً ذو ألوان مبهجة ،ولكن الساقي قال للورد وماذا بعد ذلك ؟فتعجب الورد من كلام الساقي !ماذا بعد ذلك إن لي ألوان مبهجة وجميلة تمنحك السرور وتعطيك جانب مضيء للحياة ،لكن ذلك الساقي كان يريد ثماراً ليجني ويبيع ويصبح ثرياً في يوم من الأيام ،لقد خاب ظنه في الورد ،وهاهو الساقي لم يتعهد الورد بالماء ،وبدأت أغصان الورد تذبل شيء فشيء ،وتنهد الورد قائلاً أين أنت أيها الساقي ،سلبتني حريتي وقطعت أجزاء مني لترميها ،وهاأنا أموت حسرة وحيدة وتذوب الحياة من أوراق وينضوي عمري بين أنين وحنين لأغصاني الخضراء ،أين الندى أيها الساقي أبعته كما أردت بيعي وعندما لم تجد مبتغاك من ألواني ،كنت أنت الجاني أيها الساقي ،أقمت أغصاني في البداية فأزهرت في أغصاني كل الألوان ،وقدتني إلى الذبول بنفس اليد التي مددتها في البداية فظننتها يد اً لذلك المحب الذي عشق ألوان وردي ليجمعه عنوان للقاء حب جديد.