*دائمًا بخير!*
الكاتبة: ليالي محمد
أهلًا يا رفاق
كيف حالكم؟
أعرف أن الجواب واحد دائمًا وهو أنكم بخير، لكنكم لستم بخير حقًا ولم تنصفكم الحياة في أحيانٍ كثيرة، تعرقلتم، سقطتم، وكانت قاسية جدًّا معكم لدرجة أنَّ القيام مجدًَدًا لم يكن بتلك السهولة!
"الحال لا يسرُّكم" ولأول مرَّة أقولها كإجابة لذلك السؤال، إجابة مُقنعة وأخيرًا؛ لأنَّ الحياة بطبعها لا تكون على وتيرة واحدة فكيف تريد أن تكون بخير دائمًا يا بني آدم؟
لا بأس قد نكون لسنا بخير في أحيانٍ كثيرة، لكن هذا لا يعني أننا لن نكون قادرين على أن نمضي قِدمًا وأن ندَّعي أننا بأفضل حال!
لا بأس يا رفاق، الدرب لن يكون "سمْح" دائمًا، فالأرض هذه ليست حضن أمِّك الحنون، والسماء ليست بدفء يدا أباك!
هذه الحياة لا تشبه الحياة التي عشتها وأنت تتنقَّل بين أيادي أقربائك ويبتسمون في وجهك بحب مُهنئين بقدومك!
الحياة تحدِّي كبير، تعيش فيها كل يوم مُحاولًا إثبات نفسك من أجلٍ شيءٍ ما، تعذب نفسك لأجله، تسعى لتُريَ غيرك أنَّك ما زلت هنا، وقد لا ترى نفسك في ذلك المكان، لكنك تحاول أن تكون الشخص ذلك؛ لتُثبت لهم أنَّك ذلك الشخص الذي تخيلوه دائمًا، لكنك لا تفعل شيء سوى أن تتصنع وتفعل كل شيء ضد ما تُريده، فتعيش حياتك في متاهة مُحاولًا إيجاد نفسك في بقعة ما على خريطة غير موجود عنوانك فيها، فتظلُّ تائهًا من نفسك، باحثًا عنها دون أن تصل إلى أي شيء!
قد لا تُعطينا الحياة ما نُريد، لكن تأكد أنَّك أنت من عليه أن يُعطي نفسه القيمة، لتُحاول أن تفعل كل شيء من أجل نفسك وليس من أجل أحدٍ آخر!
فعندما تسقط تجد المعنى الحقيقي للوقوف مرَّةً أخرى، وتجد السبب الحقيقي دائمًا لعدم الإستسلام، لأنَّك تستحق أن تكون شخص ذو قيمة ولا تنتظر أحدًا ما ليُعطيك إياها!
"صخَب القلب*