قلبُ أبيض ....
عذبة هي تلك الكلمات التي تذوب في قلوبنا وتعيد إليها الحياة ، فمهما كبرنا تظل قلوبنا مثل قلوب الأطفال ، يكفيها من الندى قطرة ، ومن الحب بسمة ، وعن الناس مجرد لفتة ، لونها بلون الثلج وبنقاء الماء العذب ، ليست قاسيةً كالحجر ، تسعدها الكلمة الطيبة وتحلق بها عالياً مع أسراب الطيور ، لا تعرف الظن السيء ، ولا الحقد ولا الحسد ، وبالرغم من ذلك تكون أول من تتعرض للطعنات ، فتُجرح وتقطر دماً وألماً ، وما أصعبها عندما تأتي من شخص تحبه فيكون وقعها أصعب وأشد ألما ، فتصمت وبداخلها صرخةً مكتومةً لا تقوى على شرحها ولا يسمعها أحد غيرك ، حينها تتحلى بأناقة الصمت الذي لايسمح لك بالبوح مهما كان الألم كبيراً . فمن السهل جرح القلوب ومن الصعب مدواتها ببساطة لأن تلك الجروح تترك ندوباً يصعب إزالتها ، فتكتفي بتلك التنهيدة التي بمثابة كلام لا يُقال خرج على شكل أنفاس مرهقة ، متعبة منكسرة ، أو بقايا بكاء بلا دموع ، وتكتفي بكلمة أنا بخير ، برغم أن هناك ألم في صدرك ، ودمع يقف على أطراف عينيك ، وابتسامة باهتة على شفتيك ، وحسرة ينفطر منها قلبك ، تتسارع أنفاسك موشكة على الانهيار فتلجأ للبعد والهرب والعزلة لمكان لايراك فيه أحد لعلك تداوي جراحك من الداخل وحيداً لأنه لا أحد يعرف حقيقة وجعك وشدتة كما تعرفها أنت ، فإياكم وجرح القلوب فهي ليست عظاماً تُكسر ، بل أرواح ٌ تُقهر ، فكما تدين تدان ، وسيخبرك الزمن عنها يوما ، إن لم يكن بنفس الموقف سيكون بنفس الألم ، فالحياة تؤجل لك الدفع لكنها لاتتنازل عنه أبدا ، فكل شيء يتحول إلى الماضي إلا اللحظة التي ينكسر فيها القلب تبقى حاضرة إلى أن يموت .
الكاتبة / سميرة عبدالهادي