أعيديني إليك!
الكاتبة: ليالي محمد
صخَب القلب
كمن قال: "وعُدت أجرُّ الخيْبة للبلاد"
أجرُّ أمتعتي، أحمل جسدي وأسير، قابلتني أنسام مدينتي، رافقتني على طول الطريق، بنفس الرائحة ونفس الحنين، هل يمكن للأماكن أن تحتفظ بذكراها في قلب أحدهم لهذا الحد؟ أن تُحافظ على مكانتها دون أن يُغيِّر البُعد شيء!
***
عُدت إلى ملجئي الذي لطالما احتضن أوتار خوفي وضعفي، حاصرني الطريق مرةً أخرى، وها أنا آتيك مُحملة بهمومي، أحزاني وأحلامي تلك التي أنام كل ليلة من أجل أن أحلم بها، فهل يتسع حُضنك لأمثالي أيتها المدينة؟ هل أجد بين طرقاتك بيتًا يأويني؟ شارعًا يتساقط فيه المطر في وسط شهر أكتوبر؟!
أخبريني هل ما زالت منازلك بذلك الدفء الذي يزمِّل برد الأرواح؟
وهل ما زالت أحياؤك هادئة بصمتٍ موجع؟
أنا أموت من البرد والدفء لا يزورني!
والكلام يموت في صدري والأوراق لم تُخلق بعد في بلدتي!
هل تُعيديني الآن إليك لأثرثر بهدوء؟ وادفء برد يداي!
هل تُعيديني لمياه محيطك حتى أنصت لضجيج أمواج بحرك الهائجة والتي لا يفهم تخبُّطها سواي!
عِديني أن تُعيديني!
أريد كأسًا من الحنان تُهديني، ومعطفًا بصوف الحب تُلبسيني، أود أن ينتهي الطريق بيننا إلى وصلٍ دون عتاب!
ألَّا تُحاسبيني عمَّا مضى وأن نفكِّر في الحاضر!
ألم تمسكي بيدي عندما كنت طفلة أسير على طرقاتك، أحفظ شوارعك، أتأمل سماءك، أنصت لأمواج بحرك دون أن أدري ماذا سيحدث!
إذًا لنتغاضى عن الماضي ونمضي في هذا الدرب دون الحاجة لأن نبرر سبب هذا البُعد!
العمر قصير والطريق صعب، وما فات من عمري لن يعوِّضه سوى هذا السفر الطويل والذي سيكون نهايته ملامح دربك!