*إدارة الحشود*
هنا السعودية هنا إدارة الحشود ، هنا مدرسة الوفود هنا أتى ضيوف الرحمن لأكثر من مليون وثمان مائة ألف نسمة من حجاج بيت الله الحرام ، لهذا العام أي ما يقارب عدد سكان مملكة البحرين الشقيقة و كل هذه الحشود ، من حجاج بيت الله الحرام كانت في مكة المكرمة حول الكعبة الشريفة وفي المشعر الحرام وقد أدّوا نسكهم في ( أيامٍ معدودات) وكانت تتنقل من شعيرة لأخرى حسب المكان والزمان فكل شعيرة من شعائر الحج كأنّها حلقات متتالية بمنظومة ، دينية معلومة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلّ الله عليه وسلم وفي أمكنة معينة وزمان معين من طواف وسعي والمبيت في منى ليالي التروية والوقوف في صعيد عرفة والمبيت في مزدلفة ورمي العقبة الكبرى وطواف الإفاضة ومن ثم المبيت في منى ورمي الجمرات الثلاث وأخيراً طواف الوداع وهكذا حتى نهاية اداء نسك الحج ذهاباً و إياباً كل ذلك بوسائل نقل متطورة من القاطرات ، والباصات و عربات كهربائيه ومتحركه ومشياً على الأقدام .
إنه منظر مُهيب ، لمن هو مع وفود الحجيج ومنظر رهيب لهذه الحشود لكل من شاهد حج الحجيج هناك على صعيد عرفات والمشعر الحرام ورمي الجمرات والطواف بالبيت العتيق .
إنها حشود بأجسام منتظمة ، مصفوفة وبقلب واحد من شتّى أقطار العالم بإختلاف لغاتهم ، و ألوانهم وأعراقهم ، يجمعهم دين واحد و هو الإسلام ، دين السلام ، دين التقوى و المحبة و التلاحم ، والتراحم ، و الوئام ويجمعهم كلمة واحدة كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله).
فأين من عيني لترى تلك الجموع وهى تمشي بوقار وبعقلانية واحدة و بقلب واحد ، لأن دينهم الإسلام دين واحد .
فسبحان الله العظيم يجمعهم ، كلّهم ، في يوم واحد على صعيد عرفات ، وفي ليالي معدودات في المشعر الحرام ومنى وسبحان الله العظيم يفرّقهم ، كلهم ويعودوا لأوطانهم بعد اداء نُسكهم فريحين ، سالمين غانمين .
ولقد كان في خدمة هذه الحشود سعوديون ، متطوعون هنا وسعوديات ، متطوعات هناك وكشافة وجنود ورجال امّن هنا وجندية ونساءُ أمّن هناك. وكانت تنقلاتهم ( من شعيرة لأخرى) بكل يسر وسهولة و مرونة وانسيابية ، من بداية المنافذ البرية و البحرية و الجوية وكل المسؤولون يرحبون بهم ، و يقولون لهم حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً فالكل في السعودية خدام ضيوف الرحمن منذ وصولهم حتى مغادرتهم .
إن الحكومة السعودية حكومة رشيدة والشعب السعودي (شعب عظيم )شعب مضياف شعب يقول ( خدمة الحجيج و ضيوف الرحمن شرف لنا ، فالله عز وجل أكرمنا بها).
إن في هذه الأيام والليالي المباركة الكل حسب إختصاصه في خدمة الحشود من تقديم منظومة إسكانية، و خدمات ، صحية وتقديم وجبات ، وأطعمة ومشروبات ، وأنظمة مرورية بحركات سير إنسيابية ،
وخدمات بلدية ومعيشية منذ وصولهم حتى مغادرة أخر حاج منهم.
خطوات متتالية تتبع بعضها تلو بعض لتفويج الحشود من مرحلة لأخرى ومن مكان لأخر بكل يسر وسهولة وطمأنينة وأمن وأمان .
فهنا مهبط الوحي في مكة المكرمة و هناك النور من المدينة المنورة فمن هنا و هناك بداية رحلة الحجيج الإيمانية فكان ولا يزال أستقبال الحشود ، من حجاج بيت الله الحرام بالحلوى و الورود ورشّة ماء ورد وكادي وفي النهاية وعند الوداع يتم توديعهم بسقيا من الماء البارد وشربة من ماء زمزم المبارك ومصاحف قرأنيه و مع السلامة .
الكاتب /فيصل سروجي