نحن رائعات بالمجتمع لانريد وصاية من أحد
فِي الْفَتْرَة الأخيرة خرجت لَنَا فَتِيَّات مِمَّنْ يُطَالِبَن بِالْحُرِّيَّة وَالْاِنْفِتَاح، وَنَحْنُ فِي هَذِا الزَّمَن لا نجبر أحدًا أو نَتَدَخَّل فِي خُصُوصِيَّاتهنَّ، وَطُرُق تَفْكِيرهنَّ. وَكَنَّا نَتَمَنَّى أن يَكُن هؤلاء النِّسْوَة مِنَ الْمُثَقَّفَات الْوَاعِيَات، وَلَكِنَّ لَوْ نَظَرنَا لِحجَجهمْ فِي الْبِدَايَة وَمَا آلِ إلِيَّهُ وَضَّعهُنَّ الآن؛ لاسْتَغْرَبنَا، فجَمِيعهُنَّ يَدُرن فِي نَفْسُ الْمَوْضُوع، تَعَرٍ وإيحاءات جَنسِية. حَتَّى النِّسَاء فِي الدُّوَل التي هَربن إلِيُّهُا لَا يَفْعَلَن ذَلِكَ.
أصبحنا نَكَرهُ أن نَرَى أشكالهن فِي كُلّ مَكَان عَلَى الصُّحُف، والسوشيال ميديا.
تَجِدهُنَّ أطللن عَلَيْنَا بمَنْظَر مُشِين.
أنا لا أدري ماهي الفكرة، وَلَكِنَّ أثبتن لِلْجَمِيعِ أن كُلّ تَصَرُّفَاتهنَّ تدل عَلَى إحساس بالنَقْص، وَاِنْتِقَام وَتَحدٍّ ضَعِيف، يَسْتَعْرِضَنّ أجسادهن وَكَأن لَا أحد يَمْتَلِك هَذِهِ الْمُؤَهَّلَات غَيْرهُنَّ، وأنا أعْتَقَد أن هَذِهِ بِضَاعَتهنَّ الوحيدة للأسف؛ لِكَسْب أصوات الْخَاوِينَ أمثالهن وَأنهنَّ ألقين بأنفسهن فِي سُوق الْجواري الَّذِي هو الشوسال ميديا، سُوق عَرض لِهُنَّ، وللأسف إنهن يتحدثن بصوتنا؛ فتُلْبِسات بِنَا وَإنهِنّ يُمَثِّلُننا، وَيُطَالِبُنا بِحُقوقنَا وَأنهنّ يُعْلِنَّ مُطَالِبنَا، وَلَكِن نَحْنُ نَرْفِض أن يَكُن هولاء النِّسْوَة اللُّواتِيَّ نَبْذهُنَّ الْمُجْتَمَع أن يَكُن صَوْتا لَنَا؛ لَأننا نَحْنُ نعرف مَنْ يُمَثِّلنَا، وَلَوْ قُلنَا أن المرأة فِي مُحِيطنَا لَهَا مُطَالَبَات فِي تَحْسِين مَعِيشَتهَا، وَحُرِّيَّة أفكارها وَلَوْ أني أعْتَقَد أننا وَصَلنَا لِكُلّ مانريد بِوَعْي وإدراك المسؤوليات الملقاة عَلَيْنَا تُجَاهَ تَطْوِير وَطَننَا وإنشاء جِيل مُلْتَزِم صَحِيح الْعَقِيدَة، سَلِيم الْفِكْر.
إن المرأة السُّعُودِيَّة وَاعِيَة مُحْتَرَمَة، لَهَا رأي مُسْتَقِلّ فِيمَا يَخُصّهَا، وَتَحْتَرِم رأي الرَّجُل الَّذِي هُوَ أبوها من تَرَبَّت تَحْتَ يَدِيِّه، وَتَعَلَّمَت مِنْهُ كَيْفَ تَكُون عَظِيمَة. وَكَذَلِكَ رَأي زَوْجهَا الَّذِي يُشَارِكهَا رَغَد الْعَيْش، وَيَقِف خَلْف إنجازاتها، وَكَذَلِكَ اِبنها الَّذِي سقته أحلامها، وَرَبَّتهُ بِفِكْرهَا؛ فَأَصْبَحَ يُؤمن بتطلعاتها.
نَحْنُ رَائِعِات بالمجتمع لَا نُرِيد وِصَايَة مَنِ أحْد، نَمْتَلِك كَامِل الْحُرِّيَّة فِي طَرْح أفكارنا التي لاتخرج عَنْ قيمنَا وإيماننا بِحُدود شَرِيعَتنَا.
الكاتبة/ حنان المعبدي