ولي وطن قد حل فكري ووجداني ..
وصار عيوني في الوجود وعنواني
وصار الهـوا للنفـس في كل زفرة ...
و مـاء نـمـيـرا فـيـه ري لـظـمـآن
وكان لي الحصن الحصـين وقلعة ...
بها أحتـمي من كل خوف تغـشاني
و إنـي لأحـمـيـه و أفـديـه بـالـذي ...
مـلكـت و إني فـيـه للـرافـع البـاني
أفـاخـر كـل الأرض أنـي بـعــزه ...
أحـقـق مــا أصـبـو إلـيـه كـإنـسـان
فهمـت به عـشقا و حلقـت عـاليا ...
بحبي ولـم أكـتم شعوري و أشجاني
و أعـلـنته للكـون لمـا عقـلت ما ..
علقت وصغت العشق في عذب ألحان
و أقسمت أن يبقى حياتي ولا أرى ...
سـواه ومـا كـنت الكـذوب بأيـماني
به كـنت أحـيا طيب العيـش قانعا ...
بما حـزت من شـرب ومن يانع دان
و قـلـت ولـم أكـذب بـأن حـياتنـا ...
بـه قـد تسـامت بـين روح و ريحـان
تهـيـم به روحي وما كـنت تـاركا ...
روابيـه يـوما في جـحـود و نكـران
و حـببـه للقـلـب ربي فـعـشـت في ...
أفـانـين عـشق بـين حـمد و عـرفان
له من بنيـه الحـب والذكـر والدعا ...
و لا يرتضي من سـاكـنيه بنـسـيان
ولـدت به و الـدهر يـرعى تكـوني ...
على أرضـه في نعـمة مـنذ أزمـان
و إني الـذي أهـواه من يوم مولدي ...
إلى أن أغـطى ذات يـوم بـأكـفـاني
و أهوى الـذي يهواه حتى تمازجت ...
مشـاعـرنا كالمـزج ما بـين ألـوان
و أبغـض مخـدوعا يعـض اليـد التي ...
رعـتـه وقـد مـد الـذراع لعـمـيان
و إني الوفي الحر ما غـبت هاجرا ...
ثراك و إن النـأي و الشوق أبكاني
فـأقـبـلـت مـدفـوعـا إلـيـك بـلـهـفة ...
لألقـاك بشـرا في الـلـقـاء و تلـقـاني
فيا وطنا في القلب قد حزت موقعا ...
على الكل يعـلـو و ارتفعـت بأركان
وأنت لعمري قـد حفظت على المدى ...
بـحـفـظ إلـه لا بـإنـس و لا جـان
ترى هل علمت اليوم ما فيك شدني ...
و أبقـاك فينـا عـالي القـدر والشان
سكنت شغاف الروح والروح أذعنت ...
لسـكـناك و الـدنيـا تسـر بـإذعـان
وأشعلت في روحي من الحب جذوة .
بها صار هذا الحب من صلب إيمان
و في مهجتي نبض بما فيك زادني ...
غـرامـا يـراه المـسـتـهـام بـأوطـان
فـمـن لحـزين شـارد غـير مـوطن ...
أنـيـخ بـه مـن بـعـد بـعـد و أحـزان
و إني لأهـوى كل شيء زهى على ...
تضاريسـك اللاتي رتعـن بوجـدان
ويا موطني في يـوم توحـيدك الـذي ...
يـظـللـنا مـا غـبت عـن أي مـيدان
وقـد شاركـتنا السحـب خـيرا و إننـا ...
نـبــلـل أبــدانـا بــســح و تـهــتـان
حـضرت و إنـا قـد أتـيـنـا مـواكـبـا ...
نـغـنيـك في الـدنيـا بشـيب و شـبان
ونـرقـص أفـراحـا و تـهـتز تحـتنـا ...
طباق الـثرى في كل أنحاء جـيزان
ويـا موطـني أضحـيت للنـاس قـبـلة ...
بهـا خـير غـايات و أشـرف بـنيان
فمن جـاء في سـلم وهـبناه فـوق مـا ...
يـؤمــلــه جــان و يـطــلــبـه عــان
ومن جـاء في بـغي فللسـيف صولة ...
تـزيـل رقـابـا ثـم تـرمـى لـعـقـبـان
الطائر الجريح
أحمدالمتوكل بن علي النعمي
جازان - حرجة ضمد
16 - 1 - 1440 هـ