كَريمُ الطَّبْعِ
الشاعرة / نسيبة العماني
يَمْشي كَريمُ الطَّبْعِ مِثلَ الأميرْ
في الناسِ لا يَخشَى دُنُوَّ المَصيرْ
و الناسُ بالأخلاقِ في سَعْيِهِمْ
نَحوَ المَعالي و المَقامِ الكبيرْ
لا يَسْتَحِقُّ الفَضلَ إلَّا الذي
يَمْضِي بِذِكْرٍ زَاخِرٍ بالعَبِيرْ
أَمَّا الذي يَحيا لَئيماً بِنَا
للنفسِ و الأَهواءِ دوماً أَسِيرْ
يا وَيْحَهُ مِن نَفسِهِ إنَّها
تُرْدِي لَئيمَ الطَّبْعِ يومَ النَّفيرْ
لا تُهْزَمُ الأخلاقُ لَكِنَّما
هَزِيْمَةُ الأخلاقِ مَوتُ الضميرْ
نَهْرُ العَطَا المِدرارُ مِن فَيضِهِ
يُعطِي ويُشْجِي المُسْتَقِي بالخَريرْ
و السُّحْبُ إنْ فاضَتْ بِمَا حُمِّلَتْ
تَنْأَى لِيَصفُو الجَوُّ بالزَّمْهَرِيرْ
و النَّخْلُ إنْ جادَتْ بِأَعذَاقِها
تَبْقَى بِها سَعْفٌ لِصُنْعِ الحَصيرْ
و هكذَا طَبْعُ الكَريمِ الذي
بالحُبِّ و التَّبْجيلِ دوماً جَديرْ
مَنْ رامَ إعلاءً لِنَفْسٍ لَهُ
يَخْتَرْ على الدنيا جَمِيلَ المَسِيرْ
وَ مَن جَنَى مِن طَيِّبِ الذِّكْرِ في
دُنياهُ لاقَى الخَيرَ يومَ المَصِيرْ
فالنَّفْسُ تَسْمُو الأُفْقَ إنْ صُنْتَها
عَنْ كُلِّ فِعلٍ في البَرايا حَقيرْ
و تَرتَوِي بالطُّهرِ إنْ أُسْقِيَتْ
بالخيرِ و المَعروفِ عَذْبَ النَّمِيرْ
هِيَ الدُّنَى تَمْضِي بِنَا إنَّمَا
تَبْقَى بِها ذِكْرَى الضَّميرِ المُنِيرْ