صَدِيقَ العُمْر . . .
الشاعرة/ نسيبة العماني
يا صَدِيقَ العُمْرِ أَعيَاني اشتِياقي
والأسى والبُعدُ قد زادَا احتِراقي
يَشتكي قلبي أَنِيناً ، ثُمَّ عَينِي
تَذْرفُ الأشواقَ مِنْ نَهرِ المآقِي
غِبْتَ عن دُنيايَ للأُخرَى استِباقاً
أنتَ سَبَّاقٌ ونَعْيَا في السِّباقِ
مَنْ يُضاهيكَ إذا رُمْتَ المَعالي
وكأنَّ العزمَ جَنْحَيِّ البُرَاقِ
اِصطَفاكَ اللهُ مَنْ نَرجوهُ فَضلاً
نِلْتَ حُسْنَ الظَّنِّ يا خَيرَ الرِّفاقِ
إنَّما يَبكيكَ قلبي في اشتياقٍ
وأُداري الدمعَ في آهِ الفراقِ
أنتَ في الأعماقِ نَبضُ الصدقِ حيٌّ
أنتَ في الذكرَى وفي المعروفِ باقِ
أنتَ يانبعَ الوفا في خيرِ صَحبٍ
ما عهِدنا بَينَنا أهلَ النفاقِ
يا صديقي هلْ تناسيتَ وَداعي
أم خشيتَ الدمعَ تجري في العِناقِ
عِشتُ في حُزني فقد كُنَّا سَوِيَّاً
حينمَا كُنتَ زَماناً في وِفاقِ
كُلَّمَا يَمَّمْتُ شَطْرَاً ياصديقي
صِرتَ في عَينِي، ودمعي كالسواقي
ليسَ لِي إلا دُعائي في صَلاتي
أنْ يَطيبَ العيشُ في يومِ التَّلاقي
في جِوارِ المُصطفى الهادي لنلقى
اللهَ إخواناً بفَرْحٍ وائْتِلاقِ
رَبُّ فاجمعنا وأَهلينا وصَحْبَاً
في جِنَانٍ عَيْشُها حُلْوُ المَذاقِ