يحبك ولكن
الكاتب : هتان المدني
اليوم في الصباح الباكر وعند تصفحي احد برامج التواصل الاجتماعي صادفت سؤالا من احد الذين اتابعهم مفاده - هل مر في حياتك شخص يكره نجاحك وتقدمك ويحاول ان يُعيقك،ولكن بنفس الوقت يُحبك؟
فكرت في هذا السؤال بعمق - يكره نجاحي ويُعيقني ولكنه يُحبني!
اجابتي على هذا السؤال كالتالي:
في علم النفس وشخصيات البشر لا يوجد بل من المستحيل يكُن شخص لك الحُب وفي نفس الوقت يكره ان يراك ناجحاً ويُعيق تقدمك في الحياة، بل على العكس تماماً هذا الانسان يكُن لك العداوة والبغضاء مهما ما غلف هذه المشاعر بغلاف الحُب والمخافة عليك ،فهوا يُريدك ان تكون فاشلاً مثله تماماً لكيلا يشعر بفشله او يُقارن بك فيقول عنه الناس انظر الى فلان صديقك كيف ناجح بينما انت عكسه تماماً ... والى اخره من المقارنات التي بكل تأكيد تجرح مشاعره وتصيب سهامها منطقة راحته ( فشله ) التي هو يُريدها ويُفضل ان يستقر بها طيلة حياته.
فمثل هذه الشخصيات يُريد النجاح بكُل تأكيد في حياته الشخصية ولكن من دون تعب وكد فهوا يُريدها على طبقً من ياقوت مصرع بالألماس، ولذلك فهوا يُعيق اقرانه ممن يسعون لنجاحاتهم بالجد والتعب والكد وإنشاء خارطة طريق لهذا السبيل، من يُحبك بالفعل يكون اول داعماً وسنداً لك مهما ماكنت خطتك او خارطة طريقك التي رسمتها لنجاحك نعم يُدلي لك ببعض النصائح الغير مُحبطة لك.
من وجهة نظري في باب النصائح المقدمة من الناصح نفسه فأنا دائما انظر الى منظوره الفكري وخلفيته الثقافية أولاً ومن ثم النتائج التي حققها خلال مسيرته في الحياة سواء العملية او المهنية فمن غير المعقول يقدم لك انساناُ نصيحة في مسيرتك التجارية وهوا في الأساس غير مختص في التجارة ولم يقم بأي سابق تجربة في هذا المجال او شخص يقدم لك نصيحة بإقتناء سيارة صناعة يابانية ويقول بأنها افضل من الالمانية أو العكس يذُم في السيارات الألمانية بأنها ذات جودة رديئة وهوا مقتني سيارة صينية ، فلابد علينا فتح اسماعنا واذهاننا للنصائح للأُناس المختصين وذو الخبرة وليس لكل من هب ودب يُلقي بالنصائح علينا ونسمعها و لو غُلف بتغليف الحب والخوف فلا نعلم ما في دواخلهم من نيات مكمونة لنا.