كتب التنمية البشرية .. حقيقة أم خرافة ؟
لاشك أن التغيير سمة من سمات عصر التكنولوجيا والتقنية كما أن تطوير الذات هو أحد الغايات التي يسعى إليها الناس لتحقيق التحسين والتطوير في كل جوانب حياتهم ، وتبعا لذلك فلقد انتشرت كتب التنمية الذاتية وتطوير الذات ومثيلاتها من الكتب إنتشاراً واسعاَ فلا تكاد تخلو مكتبة من غلاف يحمل عنواناً يحمل في طياته مايخص التنمية البشرية وتطوير الذات ، ولكن
السؤال الذي يطرح نفسه عن مدى مصداقية هذا النوع من الكتب ؟ وهل يمكن أن تحقق هذه الكتب مايقصده القارئ المهتم بالإرتقاء بذاته وتطويرها ؟ ..
البعض يعتقد أن هذه الكتب تقوم بإعطاء حافز قوي له في حالة ركود إنتاجيته وأنها تحمل تأثيراً قوياً.. والبعض الآخر يعتقد أن تجارب البشر تختلف من شخص لآخر وليس على أي كاتب أن يقوم
بحكر النجاح بخطوات محددة لابد وأن لايحيد عنها وأن التجربة الشخصية هي خيار أفضل للشخص الذي يهتم بالصعود بنفسه إلى مراتب النجاح التي ينشدها ، وممايلاحظ أن الطرق المستخدمة
في التحفيز هي التي واجهت إشكالا كبيراً لدى جميع القراء ، فهي قد تكون مفيدة ولكن أثرها لايدوم على المدى الطويل و من الصعب أن ترسخ في الذاكرة ، كما أنه من الصعب أن تلائم تلك الكلمات التحفيزية الرنانة
كل الفئات نظرا لإختلاف التجارب والظروف ، أنت تستطيع .. أنت تقدر ، تقريبا تتعرض مثل هذه العبارات لهجوم حاد في الآونة الأخيرة بسبب ماذكر سابقاً ، ولكن هل من الممكن أن يكون هناك نوع من كتب تطوير الذات والتنمية البشرية مواتي وملائم ومقنع بحيث يحمل حلولا منطقية لمشاكل الحياة الواقعية والأكثر حدوثا للمرء ؟ . قد يكون من النادر الحصول على مثل هذا النوع من تطوير الذات الواقعي
والمتزن وغير السارح في الخيالات القوية ، نحتاج بالفعل إلى كتب مدروسة تتناول مثل هذه الأمور ، كتب تدعم مايكتب فيها بالمنطق والتجربة والخبرات الحياتية .
الكاتبة / دارين متعب القناوي