موقفٌ صغيرٌ كان كافيا لحَسم حيرةٍ ما؟
الكاتبة / تغريد البرديسي
أنا أحبك بلا أسئلة ، حبك ليس شيئًا يحتاج لإثباتات ولا أسباب ،لا أناقش حبك مع أحد لم أختار أن أحبك ، حبك جاء هكذا كالكوارث الطبيعية التي لايمكن التنبؤ بها ولامقاومتها ولا نسيانها ،لا مباديء في حبي لك،كل الأشياء التي اعتنقها في لحظة واحدة ، أنا على استعداد للتخلي عنها لأجلك. لقد كانت الرغبة الكامنة برؤية بعضنا دومًا تفوق كل رغبة أخرى، أردتَ دائمًا أن اكون بجوارك وأردتُ دائمًا أن التفت لأجدك، ذلك الأمر الذي وحّدنا رغم كل هذه الانفصالات وجعلنا نستمر في حياة بعضنا دون أن نعي ذلك أو نقرّره. وما فائدة كلمة ( أنا بجانبك ) بعد المعافاة ، و ( أنا أحبك ) وأنت لا تتقبل عيوبي ، و ( أنا آسف ) بعد أسبوع من الخصام .. ما فائدة ( أنا فخور بك ) وأنت لم تشاركني معاناة الوصول ، و ( دموعك تقتلني ) بعدما تركتني للحزن يتآكلني ، لا ياعزيزي .. لا فائدة من كلمات باردة تأتي في غير وقتها ليست الأشياء في أصلها، إنما التوقيت، "كيف حالك؟" في الترف، لا تُشبه "كيف حالك؟" في الأيام الجارحة. فائدة أن تتركني حزينًا وتعود عندما أبتسم، أن تتركني في مواجهة الأسى والألم وتعود حينما أتجاوزهما بالتعب والمعاناة، ما فائدة وجودك عندما لا تصير جزءًا من مقومات قوتي عندما لا تصير جزءًا من أملٍ يدفعني للطريق، ما فائدة وجودك وأنت في الحقيقة لا توجد والعلاقات تُقاس بمقياس هذا السؤال : حين اشتدتْ بي الدنيا أين كنت ؟ تنكرت فى زِيّ الصدق ، ومثّلت الحب معي على أنه عملاً مقدسًا ، والمستقبل بساطًا أحمر يعج بالورد ، واكتشفت أنك محض خيبات مؤجلة تمشي على قدمين ، لذا ؛ تجاهلتك .. ومضيت إلى حياة صادقة دون تفكير دون اِلتفات "