محمد بن سلمان: شفافيةٌ ومصارحة
• "كان عام 2015 صعبًا للغاية، وكان 80% من الوزراء غير أكفاء، والخط الثاني شبه معدوم من نواب أو وكلاء وزراء، القيادات في الوزارات كانت مفقودة بنسبة عالية، والعمل كان روتينيًا للغاية لتخليص المعاملات ولا يوجد عمل استراتيجي لتحقيق أهداف المستقبل".
من كان يجرؤ على أن يذكر هذا أو حتى يلمّح له؟
محمد بن سلمان فعل ذلك.
• أمير الرؤية محمد بن سلمان كسر قواعد كثيرة في طريقه لأخذنا للعالم الأول، فإن تحدّث؛ فبكل صراحةٍ وشفافية، وعهدُنا بالسياسيين إن تحدّثوا أنهم يُغمغمون بإجاباتٍ عامة، فيها عشرات التأويلات، ولكنّ أميرنا في كل لقاءاته يتحلى بالشجاعة الأدبية ويُجيب بكل الصراحة التامة، وحتى لو كان فيه نقدًا ذاتيًا بما فعل في حديثه عن الوزراء آنفًا.
• وقبل أن يأتي مأفونٌ يعيشُ في الخارج ليشكّك في مسألة النقد الذاتي؛ تأملوا في عدد الوزراء الذين تمّ تغييرهم خلال الفترة الماضية. أي وزير لا يقوم بما هو منوطٌ به؛ يُقال مباشرة، وهو ما أعطى الرؤية هذه الجودة، إذ تقوم بعملية التقويم وتصحيح المسارات.
محمد بن سلمان يقوم بنقلة هائلة لمملكة كبيرة هي قلب العالم الإسلامي.
• الحقيقة؛ أحارُ كإعلاميٍّ من أين أبدأ الحديث، وكل ما أجاب به سموه، نسمّيه في مهنتنا: "خبطات إعلامية كبيرة" نأخذها ك"مانشيتات" عريضة في الصفحة الأولى، فلقاء سموه المميّز؛ خاطب فيه المواطن البسيط والنخبوي المثقف والشرعي الفكري ورجل الاقتصاد ومتخصّص السياسة، توجه لهم جميعًا بكل الشفافية والصراحة.
• طمأن سموه المواطنين، وقدّم لهم بشائر، بعدم فرض ضريبة الدخل، وأبان عن ألمه من اضطرار الدولة لنسبة القيمة المضافة، ووعدهم بأنها ستُخفّض إلى 10 أو 5%، وإن وعد سموه سيَفي بوعده، لأنه مؤمنٌ كامل الإيمان بنجاح الرؤية في تحقيق إيرادات للدولة خلال السنوات الخمس القادمات إن شاء الله.
• وأنا أجزم لكم بنجاحها الكامل بمشيئة الله، وقد وضع سموه زيادة دخل المواطن من ضمن اهتماماته، ولكن ما سبب جزمي بهذا النجاح؟
الإجابة تكمن في الكلمة التي ردّدها أميرنا الشاب: "الشغف"!
فعندما تطرّق سموه لمسألة معايير اختيار العاملين معه، قال بمعايير الكفاءة والقدرة وجملة الخصائص التي تسِم الناجح
• لكن سموه عقّب وقال: "أهم شيء هو أن يكون لدى المسؤول شغف". وتلك لعمرو الله مفتاح أيّ نجاح، والكاسحة البلدوزر التي تزيح أيّ عقبات مهما عظمت. لا بدّ من الروح الرسالية للمسؤول، والشغف الذي لا يحدّ، بحيث تكون مهامه هي قضيته الشخصية وشغفه الذي لا يتوقف، بما أكده أميرنا خلال إجابته.
• كان لا بد من الحديث عن ركائز الهوية السعودية، حيث ألجَمَ سمو الأمير كل الناعقين في الخارج، الذين أرجفوا بالحديث عن هوية هذا الكيان، وأكد أميرنا المسدّد أن "دستورنا هو القرآن والنظام الأساسي للحكم ينص على ذلك.. وسوف يستمر للأبد". إجابةٌ مُخرسةٌ للمشككين أولئكم، ومطمئنةٌ لمن تأثر بترددات الانفتاح.
• ولكنّ الدخول لقلب المعاصرة والحداثة يحتاج إلى اجتهادٍ فقهي يُواكب العصر، وهو ما زخرت به السجالات الشرعية المحلية قبل عَقدٍ من السنوات، فلا يُمكن أن نتقدّم، ولا نتصوّر بتحقيق أي تنمية حقيقية، ونصف المجتمع معطلٌ مثلًا، والعالم يتطوّر بسرعةٍ خرافيةٍ ونحن ما زلنا على فتاوى قديمة، لذلك كان لا بد من الاجتهاد، وتجديد الفتاوى بما يراعي العصر.
• سموه أبان عن نهجه في هذه النقطة، وقال: لو خرج الشيخ محمد بن عبدالوهاب من قبره، ووجدنا نلتزم بنصوصه، ونغلق عقولنا عن الاجتهاد، ونؤلهه، أو نضخمه، لكان أول من عارض؛ فلا توجد مدرسة ثابتة ولا شخص ثابت، والاجتهاد مستمر في القرآن والسنة، وكل الفتاوى حسب الزمان والمكان".
• الحديث يطول ويطول وأميرنا الهمام تطرق لموضوعات عدة كالصحة والتعليم والتطرف والحوثيين وإيران التي قال عنها: "نطمح لأن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران، ولكن إشكاليتنا في تصرفاتها السلبية". ومدّ يده بالسلام للحوثيين، الذين هم أداة في النهاية بيد الملالي، وما قاله سموه فرصة لهم إن أرادوا السلام فعلًا.
• بذات الوقت الذي مدّ يده بالسلام لإيران، فقد ذكّرهم -وغيرهم- بمن هي السعودية، ونبّههم بمقولةٍ حاسمةٍ ستُخلّد: "السعودي لا يخاف.. الخوف غير موجود في قاموسه". تلك هي نفسية الانسان السعودي، وأثبت التأريخ على مدى أطوار الدولة السعودية الثلاث، كيف هو السعودي ولاءً وثباتًا وشجاعةً وذودًا عن وطنه، والتحامًا مع قادته.
• وأنا على يقين، وإن لم يتطرق الحوار لموضوع الجيش السعودي، بأن تطويره قائم على قدم وساق، بل هو في صميم الرؤية، ولن يترك أميرنا الشاب إيران تقوم بصنع قنبلتها النووية ونحن نتفرج، وإن لم يستطع الغرب إيقافها وأتى ذلك اليوم، فستجد دولة الملالي أننا سبقناهم، ولن ندع الصفوي القميء -ولا غيره- يهددنا.
• المحاور كثيرة، ولكن أحمَدُ لسمو الأمير محمد بن سلمان هذه الصراحة والشجاعة الأدبية والكاريزما القوية التي ظهر بها على الشاشة، وأبهرت كل من تابع ذلك اللقاء الشيّق. وأبارك لأخي المتألق عبدالله المديفر درّة نجاحاته الإعلامية باستضافة أمير الرؤية وبهذه الأسئلة الصريحة، بلقاءٍ سَحرنا فيه سموه بإجاباته الشفيفة وحضوره البهي وقوة منطقه.
الكاتب عبدالعزيز قاسم
اعلامي وكاتب صحافي
صحيفة مكة الإجتماعية
https://twitter.com/azizkasem/status/1387406539707797506?s=08
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
