آهات صغيرة .
الكاتبة / سميرة عبدالهادي
طفل فلسطين أنا
جذوري تمتد من حيفا ويافا وصفد ورام الله وغزة وكل شبر من فلسطين ، ولدت حراً أبياً ولكني لست مثل بقيه الأطفال ، سُلبت براءتي ، أغتصبت أرضي ، أُستبيح دمي ، هُدم بيتي ، قُتل شعبي ، تشتت أسرتي ، سُحقت أحلامي تحت دبابة من فولاذ ، لا أرى حولي أرجوحة ولاحدائق ولا أنهار أو أزهار ، بل حولي دمار في دمار ، لا أسمع نغما بل أصوات رشاشات وبنادق وطائرات تُرمي القنابل في كل مكان ، صرخة أبي وبكاء أمي وجسد أخي وأختي أشلاء تحت قصف البنيان ، والآخر شهيد أو أسير والباقي جثث تتطاير في كل مكان ، حياتي أصبحت ظلام ، لا دواء ولا ماء ولا أنوار و وأدخنة النار تتصاعد بكل مكان ، أبحث بين الأحجار عن لعبتي وعن دفتري وعلبة الألوان لرسم شمس لعلي بها أُضيء أرجاء المكان ، نسيت طعم الحلوى وذقت مرارة الفقد والجوع والحرمان ، ليس لدي جدار يحميني وأهرب خوفاً من اصطياد الكلاب ، طفل أنا فقدت الأمان ليس بيدي لعبةً بل حجراً أحمي به المكان ، فالآهات تعتصرني ، والخوف يقتلني ، ولحظات السعادة تفارقني ، ورائحة الموت تفوح من حولي بكل مكان ، لم لم يا ( صلاح الدين ) شِخت قبل الأون ... طفل أنا يامن رآني أٌدهس تحت الأقدام بلا رحمة من جنود الإحتلال ، طفلٌ أنا بلا حول ولاقوة يامن يحمل بين أضلعه قلبا إن كان بالفعل مازال إنسان ... أوقفوا حصار غزة واتركوني ألهو وألعب وأحلق عالياً وحين أتعب أتوسد الأرض وأنعم بالنظر للأطيار .. طفل أنا أريد أن أعيش بوطني مثلكم بأمان ...