صحيفة صوت مكة الاجتماعية تحاور الكاتبة أصيل عبد المحسن :
- ينبغي على الكاتب الفذ أن يراعي الأمانة فيما يكتب .

حوار : سلمى البكري
 
في بداية حوارنا هذا  نرحب بك أ. أصيل   في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين معكِ. 

* في مفتتح حوارنا هذا نتمنى أن تتحدثي للقارئ عن بعض  محطاتك الادبية المهمة؟

- في مستهل هذا اللقاء اود ان اشكر صحيفة صوت مكة متمثلة في شخصكم الكريم فقد انزلتموني حيث يحل الكرام الضيف واحسنتم الظن بي فاخترتموني ضيفة في هذه الفقرة التي تعنى بشؤون الكتاب. 
 
ولما لصحيفتكم من دور ريادي في تحفيز الشباب واثراء الساحة الأدبية بكل جديد ومفيد كان لزاماً ان انوه عن ذلك في مستهل حديثي. 
ولعل من البداهة ان يسوق الفضول  القارئ  بقراءة توطئة الكتاب عندما يشتري كتاباً جديداً ليعرف مضمون  ما فيه، ثم ترجمةً موجزةً عن الكاتب، ومستواه التعليمي، والظروف التي شكلت شخصيته وأذكت قريحته.. 
لذلك وجب علي أن اشير هنا بأني خريجة جامعة الملك فيصل تخصص تاريخ  كاتبة وهاوية للرسم ومحبة للتدوين صدر لي كتاب واحد عبارة عن نصوص وقصائد تحت عنوان طقوس ما بعد الفراق  أعمل حاليا في سلك التعليم .
 
* لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام  الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى لكتابة الرواية ؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي دفعك لكي تخوضين مجال كتابة الرواية ؟ 
 
نشأت في منزل يعنى بالكتاب فقد كان ركناً اساسياً ورافداً لا غنى عنه لجميع أفراد الأسرة وأكاد لا أذكر أول كتاب قرأته حيث ان والديّ كانا يهتمان بتوفير الكتب المناسبة لأعمارنا آن ذاك  .
وأذكر انني بدأت الكتابة في سن مبكر فقد كنت اكتب مشاهداتي في بعض المواقف واعطيها لأبي الذي بدوره كان يثني علي ويشجعني ولا يخلو الأمر من توجيهاته القيمة ، وكان اول ما كتبت هي قصة قصيرة للأطفال ولا زال أبي يحتفظ بها الى الأن .
 
 
* حدثينا عن نتاجاتك الأدبية المنشور منها و المخطوط الذي لم ينشر بعد؟ 
 
-لدي إصدار أدبي واحد تحت مسمى طقوس ما بعد الفراق يحتوي على نصوص نثرية بالإضافة إلى بعض القصائد  وأعمل الأن على كتابة رواية تاريخية تدور احداثها في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية .
 
* من كتابكِ المنشور  (طقوس ما بعد الفراق)، هل لك أن تنوري القاري' الكريم عن ماذا يتحدث هذا الكتاب ، وما هي مخرجاته النهائية على المجتمع ؟ 
 
سأتحدث أولا عن سبب اختياري لأسم الكتاب ..{طقوس ما بعد الفراق} فلكل شخص منا طقوسه الخاصة التي يتعامل معها ليتجاوز ازمته بعد الفراق .. سواء رحيل او وفاة لا قدر الله ..  حاولت في كتابي هذا ان اجسد هذا الشعور عبر نصوص نثرية قصيرة علها تلامس بذلك الوجدان..   يبتدأ الكتاب بنص  (وترحل ولم ترحل تلك التفاصيل الصغيرة التي عايشتها معك)  وينتهي بعبارة  ( انه لا نصيب لنا حتى في أحلامنا)  لذلك يتطلب الأمر شجاعة منا في ان نقف مجددا ونتقبل الأمر ونعود للعيش على أرض الواقع . 
 
 
* ماهي تأثير كتاباتكِ على القارئ ؟ و هل سبق و أن ناقشتِ قضية مهمة في كتاباتكِ ؟ و ماهي ؟ 
غالب ظني بأن الكتاب ساهم ولو بشيء بسيط في إيصال رسالتي.. وهي أن تقبل الفراق هو جزء من تجاوز الأزمة  . 
 
* مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي واحتلالها مساحة كبيرة في حيّزنا اليوميّ، وفي كل المجالات ومنها الأدب، هل ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي نتائجها تختلف عن الممارسة التقليدية للأدب؟ 
-بالنظر  لما تتركه وسائل التواصل الاجتماعي من أثر جلي في تشكيل ثقافة الإنسان في هذا العصر وتجاوز تقنيات القرن المنصرم اذا  تقلصت المسافة بين الكاتب والقارئ ليغدو الأمر أشبه ما يكون بأسطورة العصا السحرية ، فما يصدر عن الكاتب قد يصل الى شرقها وغربها دون ما عناء يذكر او تكلفة باهظة وهذا ما يجعل لوسائل التواصل الاجتماعي اليد الطولى  في نشر الأعمال الأدبية بشكل اسهل من السابق .
 
* احتلت حفلات إشهار الكتاب اهمية كبيرة في الآونة الاخيرة بحيث أصبحت موضة العصر، ما رأيك بهذه الظاهرة وهل يستفاد منها الكاتب والقارئ معاً؟ 

- نعم إن المعارض التي تعنى بإشهار الكتاب ترفع الحرج عن كاهل الكاتب وتقلص المسافة بينه وبين القارئ ليستفيد منها ماديا ًومعنوياً وتقربه للنجومية .
 
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي  برأيكِ هذه الشروط ؟ 
 
- ينبغي للكاتب الفذ أن يراعي الأمانة فيما يكتب وأن يشير لما يقتبسه من نصوص وان يكون منوهاً لما اتضح معناه ، مفصلاً فيما خامره اللبس ، اقرب لنحلةِ منه الى الدبور يطرح المفيد ويشير اليه ويعرض عن السيء ويحذر منه بلغة رشيقة غير متكلفة .
 
 
*كلمة أخيرة لقراء صحيفة صوت مكة الاجتماعية  
وهيئة تحريرها؟

في خضم هذا العالم المتلاطم بالأحداث وما يعرض و ينقل من هنا وهناك تتربع هذه الصحيفة الفذة على قمة الهرم طالما كان هو الأكثر شموخاً فقد اتخذت البيت الحرام مهداً ومنطلقاً يرفع منه لواء الصدق وفناراً يهدي السفين ان ضل قبطانه وسبحان القائل  ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون). فكل الشكر  لجهودكم المبذولة والشكر موصول ايضا لقراء الصحيفة الذين اعدهم المحفز الرئيسي للكتابة .