(الأوغاد، لا يُصابون - عادة - بالاكتئاب )
الكاتبة / حلا البرديسي
معظمنا يُكافح في هذه الحياة ليس حُبّاً فيها ، وإنّما حُبّاً فيمن نُحبُّهُم .. مُخِيفَةٌ مقدرة البشر الهائلة على الإيـذاء، مُخِيفٌ أكثر أنها قد تأتي بأبسط الطرق ومن ألطف الناس رفقا بقلوب صبرت وتحملت منكم الأذى لسنوات ومازالت تعطي لكم بكل ود وحب ولم ترد لكم يوما مافعلتموه في قلوبهم من أذى وهناك من اضطر إلى الذهاب للمستشفيات من الألم سببها كثرة الأذى والزعل والقهر هم ليسوا ضعفاء لكن ليس لديهم القدرة على رد الأذى ونفس الصفعة ، قلوبهم نظيفة طاهرة أقل مايفعلوه هو البكاء والشكوى ولكن حتى وإن سمحت لهم الفرصة للرد يقولون لأنفسهم قد عفى الله عما سلف فهم انقياء من الداخل . لماذا كل هذا الجرم والحقد والكره؟ حتى رب العباد لايحب المعتدين بالقول والفعل واليد واللسان ، الإعتداء ليس بالجسد فقط احيانا كلمات تخرج من افواهكم تعذبون بها قلوب ممكن أن يتسبب في تمزق مافيه .. فكسر القلوب وتحطيمها ليس سهلا هي عند الله عظيمة ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، رأيت الكثير من البشر اعمارهم في المنتصف سبب لهم الأذى زوج او صديق او قريب أو أخ بصدمات أوصلتهم إلى العناية المركزة أوسكتات دماغية أوجلطات وعلاج نفسي .. فكل هذا حصل بسبب أنهم طغوا وتمردوا على القلوب الضعيفة الرقيقة يستمتعون بحياتهم ويدمرون حياة غيرهم فمن اعطاك القوة قادر ان ينزعها منك نحن في الدنيا وإن تمردت فيها فسوف يرد لك الله عز وجل اضعاف مافعلت إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة ويمدهم في طغيانهم يعمهون لم تخلق الدنيا من أجل العداء والإعتداء فيها بالظلم فاتقوا الله حيث ماكنتم وكل من لديه اشخاص مسؤول عنهم خافوا الله قبل كل شيء وحاسب نفسك قبل أن تحاسب ما أجمل العيش باللطف والمحبة فلا تعطِ لنفسك الحق ببناء سعادتك على تعاسة غيرك ويكفي قول:
حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: يدخل الجنةَ أقوامٌ أفئدتهم مثل أفئدة الطير .
فَرْطُ السُكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ قد يُسكتُ الجرحُ لكن˚ يَنطقُ الألمُ !