صيف بأي حال عدت ياصيف..
في صيف هذا العام الكثير من أبواب مطارات العالم الدولية موصدة فلا حركة طيران للطائرات في سماء المدرجات بسبب ( فيروس كورونا ) فلا مصايف للمُصيفين ولا سياحة للسائحين في معظم الدول فلا مُصيف يريد السفر للأستجمام هناك ولا سائح يستطيع بأن يلقي عصا الترحال للراحة عند وصوله في آخر المشوار (ولربّ ضارة نافعة).
فأصبحت الجائحة مانحه
للسياحة الداخلية في هذا الصيف لكثير من دول العالم
فما أجمل صيفنا ،وسياحتنا هنا داخل مملكتنا الحبيبة في صيف هذا العام وكل عام إن شاء الله ولسوف أوصف لعزيزي القارئ ما شاهدته من لوحات جمالية لمصايف بلادي منذ نعومة أظفاري وإلى وقتنا الحاضر وأستبيحه عذراً إن لم أتُقن في وصف تلك المصائف من ناحية لأن المقال لايستوعب كامل الأوصاف لكل مصيف من ناحية أخرى، فمن وحي الذاكرة:
•البداية من الشمال..
تبوك عروس الشمال.. على ساحل البحر ..
تبوك مدينة الزهور والجو العليل على الشاطئ الجميل.. وعلى بياض الثلوج المنحدرة على سفوح التلال من أعالي جبال اللوز ..
•العلا مدينة الحمضيات والفواكة والآثار التاريخية القديمة..
وفي العلا عندما يأتي الشتاء، في كل نهار و مساء يحلو المقام و يطيب السمر في شتاء طنطوره.
•جدة أمّ الرخا والشدة..
عروس البحر الأحمر ودائماً (جدة غير) في كل شيء وأي شيء.
•ومن أعالي جبال الهدا التلفريك ( بساط الريح )..وفي الهدا والشفا مناخ بارد وفنادق وإستراحات وملاهي ومنتزهات ومسطّحات خضراء.
•وإلى الطائف عروس المصائف..
الطائف مدينة الورود والزهور والكادي.. فما أجمل الاوقات النديه، فى وادي ليّه وما أجمل الأوقات، فى غدير البنات وفي وادي وج والمثناه وفي ( روابي شهار بين الأزهار وعبق الشيح والعطرة ) ولقدكنّا زمان عندما ينتهي الصيف ونرجع لمكة المكرمة نغنّي أغنية ( جينا من الطايف والطايف رخا والساقية تسقي يا سما سما ).. وكنّا نأخذ معنا فواكه وثمار الطايف ونغنّي أغنية ( رمّان رمّان الطايف رمّان رمّاني لوّح لي لوّح بعودة ورماني) •وإلى الجبال العاليات (فوق هام السحب)..
عسير، أصبح كل طريق إليها يسير..فمن جبال شمرخ فالباحة حيث الطبيعه والجمال الباحة درة الجنوب..مدينة الغابات والضباب والأمطار والشلالات من أعالي الجبال وقطرات ماء نديه من غيمة عالية.. وما أجمل مناظر غابة رغدان ورياضة الإنزلاق من أعالي الغابة فخفت من الإنزلاق بجسمي ولكن انزلقت ببصري مع أي رياضي الى قاع الغابة.
•والى النمّاص حيث المناظر الخلابة على سفوح الجبال الخضراء خضرة وماء..
•وإلى أعالي جبال السودة غيوم وضباب وبالتلسكوبات نطل من المطل على ضواحي و قرى أبها الأثرية.
• والى عروس الجنوب( أغار من نسمة الجنوب) .. أبها البهية.. فهناك نردد أغنية( شفت أبها لابسه حلّة وحزام ذهبي جميل قلبي حبك والله يأبها أنتِ أجمل من خيال ).. وفي ليل أبها البارد وجوّها العليل ( يحلى السمر) في شارع الضباب الجميل مع إطلالة ساحرة ،على الأنوار الساطعة من جيزان والأضواء البعيدة الخافتة من جبال فيفا الخضراء وفي نهار أبها ما أروعه من نهار التنزه في الطبيعة الخلابة بين الضباب وتحت زخات المطر وبين ثنايا أشجار القرعة والغصون المتدلية في غابة دلغان .
وقبل أن نغادر الجنوب تجدر الإشاره بموؤسس رياضة (الهاينكج) في السعودية الأستاذ علي بن مبارك القحطاني ( رياضة المشي وتسلق الجبال )بمعنى مزج السياحة بالرياضة والثقافة والتراث الوطني.
وأخيراً يالشوقنا وأشواق العالم معنا بإنتظار السياحة الدولية والداخلية بعد زمن قصير إن شاء الله لمدينة الأحلام( نيوم ) مدينة المستقبل و الخيال وكذلك السياحة في القِدية و في جزر البحر الاحمر ..
وآه يابلادي أينما نحل بأرضك يحلّ معنا ومع زوار مملكتنا الحبيبه الأمن والأمان والراحة والرخاء والأستقرار..
فأنتِ يابلادي الحسن والجمال..
وأنتِ يابلادي البهاء والكمال..
والى لقاء مع بقية السياحة في ربوع بلادي.
⁃ فيصل سروجي