التغيير ..
بقلم الكاتبة / زينب الجهني
هناك فترة زمنية تمر على الإنسان يواجه نفسه صراحة ويقول لنفسه نعم لقد تغيرت .
التغيير في حياة الإنسان أمر مسلم به ، ولكن كيف يدرك الإنسان أنه فعلا تغيير وكيف يقيس هذه التغيرات ، في كل مرحلة عمرية للإنسان يواجه عدة عوامل وأشخاص أيضا تقوده للتغيير بغض النظر إن كان سلبا أو إيجابا ولكنه في النهاية يتغير ، حينما كان سؤالي لنفسي هل تغيرت أدركت حينها فعلا التغيير الحقيقي الذي جعلني ألمس هذا التغير في شخصيتي وتوجهاتي الفكرية ، التغيير الحقيقي هو الذي يجعلك تشعر أنك لا تشبه نفسك في فترة ما مضت ، هذا الاختلاف الذي نشعر به في شخصيتنا هو نتاج مواقف وصدامات و تجارب الحياة ، غالبا ما تكون شخصياتنا في المرحلة الأولى مندفعة و تقودنا العواطف في الكثير من الأمور وحتى في اتخاذ القرارات ثم تأتي مرحلة العزلة والندم على قرارات المرحلة السابقة ولوم النفس على قبول أمر ما أو البقاء في علاقات مؤذية لمدة طويلة كل هذه العوامل تجعل التغيير يبدأ في الظهور شيئا فشيئا قد نرفض اليوم الكثير من الأمور التي كنا نسعى لها قبل خمس سنوات مثلا ونتقبل أخرى كانت مرفوضة في فترة ما قطعا ، التحول الكبير فيما يدور حولنا يجعلنا نتغير كثيرا العالم كله يتبدل ويتشكل على حسب المعطيات الجديدة ، ليس هناك أمر دائم أو ثابت ، متى فعلا تدرك بأنك قد تغيرت ، حين تبدأ تتقبل الأمور بشكل مختلف أو ترفض أمور أخرى ولا تبقى مجبرا عليها وتظهر سماتك الشخصية الجديدة في اختلاف نظرتك العميقة للحياة ، هنا تعود لتفكر متى تغيرت و تقفز التساؤلات الجوهرية لعقلك و تبدأ تلاحظ أنك مع مرور السنين قد اختلفت كليا عما كنت عليه في السابق ، هناك قيم ومبادئ لا تتغير في نفسك لإنها ثابتة ولأنها بالفطرة ولأنها صحيحة سليمة ولكن التغيير غالبا ما يكون في التعامل مع الآخرين في التريث في اتخاذ القرارات في التفكير وحساب الأمور بشكل دقيق وأيضا تقبل الآراء وعدم خوض نقاشات عقيمة و جدلا طويلا لا يعود بالنفع و ترك تقاليد المجتمع المفروضة إجبارا والعيش بأسلوبك البسيط وبناء عالمك الخاص ، في آخر مرحلة من التغيير يشعر الإنسان بالنضج والتعقل و يتبنى فكرة وثقافة خاصة به وغالبا لا يشاركها مع أحد ويقلل من معرفته وتكوين علاقات جديدة ويكتفي بالمحيط القريب منه كالعائلة والأصدقاء المقربين منه ، ويصبح عالمه الجديد هادئ بشخصية جديدة متزنة واعية مرت بكثير من العوامل التي غيرت ملامحها ، هذا ما يجعلنا نرى الفرق بين شخصية كبار السن و من هم في متوسط العمر ، الحياة وتجاربها العديدة كفيلة بأن تغير شخصيتنا وتفكيرنا ورؤيتنا للحياة ولكن الأهم أن نتمسك بالقيم والمبادئ التي تجعلنا مع التغيير نصبح أفضل ولا تغير إنسانيتنا .