تأملات
الكاتبة : صالحة أحمد
وقفت هنا بين نفسي وبضع خطوات تصلني بالعالم، وقد تكون ثوان معدودة تصلنا بكل العالم المهيب، فها نحن بضغطة زرٍ واحدة نصبح جزء من عالم واسع نغوص فيه بكل تفاصيله المفرحة والحزينة، ولكن هذه المرة الحدث مختلف تماماً عن كل الأحداث التي مرت بالعالم.
حدث يداهم الجميع ويترقبه في غضون طرفة عين أو ليلةٍ وضحاها.
هكذا نمت على شواطئ الأحلام طويلاً لعلي أصحو بعدها ويخبرني أحدهم أن ذلك مجرد كابوس نومٍ بغيض، ولكن ياللأسف الحقيقة كانت مُرة والاصطدام مرير، إنها كورونا ذلك الفيروس الضئيل الذي غزى العالم بأكمله، وأصبح العالم العظيم محاصراً من فيروس ضعيف بقدرة الله تعالى هنا حان لنا الوقوف على هذه الأحداث متأملين مايحدث، إنها رسائل ربانية ،لقد أصبحنا محصورين في بيوتنا فتأملنا نعمًا عظيمة كنا نرفل فيها كل يوم غير مبالين ولكن هذا الحصار جعلنا نعود إلى الله أكثر ساجدين شاكرين الله على نعمة الصحة والراحة والأمان ،هنا وعلى قارعة طريق كورونا رأينا حكاية الموت تسرد لنا قصص أخرى بين الحياة والموت ونقيضها.
هنا رأينا وجوه كانت تحمل السعادة والفرح والحب والقلب الحنون الذي يظل من حوله تحمله كورونا إلى مثواه الأخير. فجأة ودون سابق إنذار وبين طرفة عين تمضي أقدار الله.
هنا رأينا الوجوه الباسمة تلتحف الأسى وتحمل وجه المرض المخيف وعلى السرير الأبيض تكون نهاية مبكية، ولكن مابين الموت والحياة هل من متعظ من البشر ؟
أم أن البشر رغم كل هذا الكم الهائل من الألم والموت في ظلالهم يعمهون؟!