قلبٌ يتلذذ ..
هو يتلذذ بكل ما يقوم به.. فيجد نتاج تلك اللذة راحة و سكينة، لم يعهدها من قبل...
و ما يلبث أن يصبح عاشقًا و معشوقًا لها؛؛
فيسقط كل التعلق بالحياة، و الدوران حول مطالب الجسد المادي...
لتبدأ رحلة التذوق لجمال ما تعشقه كل الأرواح من الاتصال الروحي بالملكوت الإلهي..
يتلذذ بالجلوس في محرابه،، يطيبه بأفخر الطيب، يحترمه، و يقدسه...
فهو ليس لكل شيء؛ بل لا لشيء؛؛ إلا لذة روحه فقط..
فلا اتصالات بالمخلوقين، لا حوارات ، ولا حتى أفكار..
كل شيء يتوقف هناك ، و يبقى منتظرًا خارج حدود ذلك المحراب..
يشعر بالانسجام و التناغم، و يتفاعل معه و مع تلك النفحات المقدسة؛ فيتوسع التلذذ و يزهر و ينبت "الوَجْد".. فيجد الأمان و السلام و الطمأنينة.. حتى يصبح شغفًا يلتقط أنوار العشق...
حينها يُدرك أن الخلل ليس بجسده الذي لا يقوى على العبادات؛؛ فيختار قصار السور؛ لأنه غير قادر على الوقوف طويلًا
و يختار النوم؛ لأنه لا يتحمل السهر
و يختار قضاء ساعات طوال أمام جهازه؛ و لا يجد وقتًا للقرآن
أدرك أخيرًا أن الخلل ليس بجسده ؛ بل بقلب لا يتلذذ بالقرب و الاتصال الإلهي العظيم
بقلبٍ ظل درب الشوق الوجداني،، فعاد إليه؛ و أزهرت معه الحياة .
الكاتبة / سهام حاسن الأحمدي