همس صورة ..
الصورة مُخرج من الإبداع البشري، الذي يتناغم مع الوجود البديع من حولنا ـ سواء كانت صورة مُلتقطة أو نحتًا أو رسمًا –
هذا المُخرج تفهمه الروح، وتستنبط منها الإشارات والرموز التي تهمس بها تلك الصورة.
وهنا الحضور:
فالمصور حضر مع صورته؛ فعبرتْ عن مكنونه.
والمشاهد حضر مع وجدانه؛ فقرأ الحركة والحكاية.
وكلاهما أحب؛؛ فدللته الصورة و أهدته نفسها.
هو أحب ما جسده في صورته، والأخر أحب تلك التفاصيل؛ فتفتق برعم التناغم العذب، وعزف الايقاع الصامت على وتر كلٌ منهما.
لذلك وجب على الإنسان الجديد الواعي أن يستخدم الصورة، لا أن تستخدمه هي؛؛
فهي أداة له للتعبير عن البهجة، الجمال، الحب...
في كل ما يراه من حوله: كتاب، قهوة، بحر، أصدقاء، طبيعة...
وحين نستثمر وجدانيًا الحالة التصويرية؛ يحدث التحول ونعيش اللحظة؛ فنلتمس ونقرأ ذاك الحب والجمال الذي تدللنا به تلك الصور...
يحدث التحول في علاقتنا بالصور؛ فنعي ماذا نصور وكيف نصور ومتى ننشر الصور.
بهذا الوعي نُدرك ضرورة أن نُظهر جمالنا الداخلي ووعينا ورقينا ومحبتنا؛ فلا نُهين ولا نرمي بأنفسنا من خلال الصور، ولا نجعلها تجسدنا بخلاف كينونتنا الحقيقية الجميلة بفطرتها.
الكاتبة / سهام حاسن الأحمدي