عادات سادت ثم بادت في زمن كورونا ..
العادات الأجتماعية يتوارثها الأبناء والأحفاد، من الأباء والأجداد جيل بعد جيل
مع شئٍ من التطوير والتهذيب والتغير حسب متطلبات العصر وهكذا دواليك وحتى ترسخ وتثبت العادات وتصبح من متطلبات المجتمع الذي لا مفر منها .
فمثلاً في حفلات الزواج البحث عن أفخم قصر افراح يُقام فيه ما يُسمّى بكتب الكتاب وليلة الشبكة وبعدها زيارات تلو زيارات وهدايا ثمنية، ذات قيمة وإقامة مناسبات بين العروسين بمسميات ،وما أكثرها من مسميات ، وحفلات، وبوفيهات ، في ارقى المطاعم ذات الشهرة العالمية وهكذا بعد سنة أو أكثر تعاد الكرة ثاني مرة ، ولكن هذه المرة هي ليلة الدخلة بحضور اشهر المطربين والمطربات وما أكثر المدعوين والمدعوات ، بميئات تلو ميئات ، وليلة هنية بإقامة أشهى المأكولات من برياني و مفطحات ، ومن ميز وبوفيهات ، مما لذ وطاب من العصائر والمشروبات وبعد انقضاء ليلة الأفراح والصبح إذا لاح، أخذ العريس عروسته وراح إلى ما وراء أعالي
البحار للتمتع بشهر العسل وقد يعود خالي الوفاض .
لكن كل تلك الحفلات والمناسبات إنتهت، وتغيرت في زمن كورونا واقتصر الحفل على الأهالي المقربين للعروسين واقتصر شهر العسل في أجمل مصايف الوطن الذي كان منسياً من زمان ،أما الأن ظهر وبان جمال الطائف والباحة وأبها فمن غاب عنها أو لم يُصّيف فيها فلقد اصبحت اليوم مزدحمة من كثرة السايحين والسواح من هنا وهناك لقضاء أمتع الأوقات وليالي الأفراح, ويا حظ العروسين في هذا الوقت ( وقت كورونا ) .
أما في عادات مراسم العزاء(فحدث ولا حرج) من إقامه الولائم للمعزين والمعزيات ، لثلاث ليالي متواصلات وحتى يوم قطع العزاء وكأن ليالي العزاء مناسبة لتقديم أشهى المأكولات للرجال المعزين والنساء المعزيات على حدٍ سواء .
ولكن في عصر كورونا اقتصر العزاء على اهل وأرحام المرحوم وبهذا أرتاح اهل الميت من عناء تلك الليالي الثلاث من ضيافة المعزين والمعزيات .
وأقتصر تقديم العزاء في زمن كورونا من البقية بواسطة وسائل الأتصال الأجتماعي.
اما اجتماع الشباب والشلّات في الساحات،
او الأستراحات ، لقضاء اوقات العطلات ، وإقامة المناسبات فقد تم منعها لأكثر من خمسين فرداً ولكل أنواع تلك المناسبات السالفة الذكر في عصر كورونا إلى غير ذالك من عادات وتقاليد سادت ثم بادت أو انتهت تقريباً في عصر كورونا الذي غير الكثير منها بإرادة الله عز وجل ولسوف نرى أفضل وأحسن منها فيما بعد كورونا إن شاء الله .
كل ذلك كان ولا يزال حفاظاً من حكومتنا الرشيدة على الوطن وأبناء الوطن وعلى كل من يقيم على تراب هذا الوطن من تفشّي coved19 .
وبهذا اصبحت هذه الجائحة مانحة للمجتمع و كما يقال ( رب ضارة نافعة)
الكاتب /فيصل سروجي