أبعاد أخرى لقضية إسراء الغريب 

الكاتبة / زينب الجهني 

أخذت هذه الحادثة مساراً آخر تماما ، حيث أصبحت قضية رأي عام وأصبح للجميع الحق فيها ومشاركة الرأي والإطلاع على الحقيقة ، ترثيت في بادئ الأمر على إبداء رأيي أو الحديث عن الموضوع لأمر ما في نفسي وفعلا كنت على حق .
لنعود مرة أخرى للقضية 
من وجهة نظر الجميع لقد نشرت وسائل التواصل الاجتماعي الموضوع واستنفرت وأنكرت التعنيف الذي وقع ظلماً وجوراً على المرحومة إسراء غريب ،كما جاء في عدد لا يحصى من الحسابات في شتى مواقع التواصل الاجتماعية إنها فتاة فلسطينية موهوبة في مقتبل العمر وناجحة واجتماعية ،
وكما جاءت المعلومات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي إنها تعرضت للعنف والضرب في منزلها ثم في المشفى ونُشِرت مقاطع لها وهي تصرخ تطلب المساعدة والنجدة والشرطة تحديدا ، واعترفت عائلتها أن تلك التسجيلات هي فعلا صوت إسراء رحمة الله عليها بعدما أنكر أحد أخوتها الذكور  ذلك وأثبته زوج أختها الذي أثار وجوده في المشهد وتولي الحديث باسم العائلة حوله الشبهات ويبدو أن له قوة وسلطة على عائلتها بأكملها وحتى صديقاتها ، بحسب ما جاء وعلق المغردون في توتير تفاعلا على الهاشتاق 
والجدير بالذكر أن سبب هذه الحادثة المفجعة يكتنفه الغموض ومازالت التحقيقات جارية حتى هذه اللحظة 
نحن هنا في صدد انكار العنف والضرب الذي تعرضت له إسراء رحمة الله عليها بحيث أن التنعنيف جريمة في حق الإنسانية ومهما كان خطأ الأنسان أو الذنب الذي أقترفه فهناك عقوبات رادعة ومشروعة وفق الدين الإسلامي والأنظمة ، مما يجعل هذه القضية غريبة ومن الصعب التنبأ بأحداثها هي وجود تسجيلات لإسراء وابنة عمها والتي توجهت إليها أصابع الأتهام وأنها أشعلت نار الفتنة
في العائلة ضد إسراء رحمة الله عليها ، هذا ملخص ما حدث كما تم تناقله في الأيام القليلة الماضية بغض النظر عن الطريقة التي قتلت فيها إسراء رحم الله روحها وأسكنها فسيح جناته ، إلا إنها فارقت الحياة في ظروف غامضة . 
القضية أخذت أبعاد أخرى وألصقت ماحدث بأنه من تعاليم الدين الإسلامي ، نعم لكم أن تتخيلوا أن مجرد أفعال من ذكور وأبداً ليسو برجال ، جعلت من أصابع الإتهام تشير إلى الدين الإسلامي حيث كان لأحد أصحاب القنوات في اليوتيوب كلاما مطولا وألصق التهمة لديننا الذي يحرم القتل بغير وجه حق ، وقد استشهد بأدلة من القرآن وفسرها كما خُيل له ليطعن في الدين الأسلامي .
هنا أرد أنا ككاتبة مسلمة أتبع كتاب الله وسنة نبيه ولدي من العقل والإنسانية الذي يجعلني أفرق بين مافعلوه الأخوة بشقيقتهم وبين الأوامر الإلهية التي نزلت في كتاب الله التي كانت تكفل حقوق المرأة ، وبالرغم من هذا تتوجه التهم جزافا لدين الله الإسلام البريئ من أفعال متبعيه ومن جعلوا الإسلام دين بالاسم فقط ، فكيف لمسلم ومؤمن حق الإيمان أن يضرب ويمارس  هذا العنف.
هنا أتسأل أتعتقدون أن كلمة الشرف تختزل في كل ما يتعلق بجسد المرأة وعفافها فقط وهل شرف العائلة هو الهاجس الذي يحكمنا بالفعل أم كل ما يهمنا هو كلام الناس ، وللعلم هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها لقد سجلت الشرطة في مختلف البلاد العربية قصص مماثلة من نفس النوع وتقفل القضايا و كأن شيئا لم يكن  .
بئسا للشرف الذي تعرفوه وقد سفكتم دماً وروحاً بريئة .
الكارثة الكبرى أن ما تفعلوه يشوه الدين ويطلق مافي قلوب الحاقدين علينا سمومهم 
حق إسراء عند الله لا يضيع .

كلنا_إسراء_الغريب