التقوى من منظور آخر
بقلم الكاتبة / رانده صادق
يذهب البعض في معني التقوى وتفسيرها إلى معناها الديني واللغوي الذي أشار إليه القرآن الكريم وأشار إليه الحق سبحانه وتعالى في محكم آياته الكريمة وأيضا إلى تفسيرها كما جاء في السنة النبوية المطهرة علي لسان رسولنا الكريم صلِ الله عليه وسلم . *والتقوى في التفسير اللغوي هي جعل النفس في وقاية مما تخاف، وحفظها عما يؤذيها ويضرها. وهي في الشرع: حفظ النفس عما يُؤثم، وذلك بترك المحظور. وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُبَيا عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك ؟ قال: نعم، قال: فما عملت فيه؟ قال: تشمرت وحذرت، قال : فذاك التقوى.
ذكرت لفظة التقوى في القرآن الكريم (258 مرة) وذلك بصيغ مختلفة وهي كما وردت بالترتيب في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم : وقانا، وقاه، وقاهم، تق، تقيكم، قنا، قهم، قوا، يوق، اتقى، اتقوا، اتقيتن، تتقوا، تتقون، يتق، يتقه، فليتقوا، يتقون، يتقي، اتق، اتقوا، اتقون، اتقوه، اتقين، الأتقى، أتقاكم، واق، تقيا، تقاة، تقاته، التقوى، تقواها، تقواهم، المتقون، المتقين. ومنها 70 مرة وردت بصيغة الأمر.
هذا وإذ نعرض تلك الصيغ فالهدف من ذلك هو التسهيل على الباحث الوقوف على كل الآيات الواردة في مادة التقوى بإدراج الصيغة في محرك البحث الإلكتروني الموجودة في مواقع القرآن الكريم على الشبكة أو بالبرامج المعلوماتية الخاصة لذلك.
ومن ثمرات التقوى وآثارها الكثيرة؛ منها الفوز بمعية الله تعالى، ونوال حب الله تعالى، والفوز بنصر الله تعالى، والفوز بالجنة وذلك هو الفوز العظيم .
*أما الآيات التي ذكرت فيها التقوى فهي كثيرة .جدا وشاملة لكل مناحي الحياة . ومن هذه الآيات التي ورد فيها لفظ "التقوى"
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ﴿١٩٧ البقرة﴾ ، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٧ البقرة﴾ ، وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ﴿٢٦ الأعراف﴾ ، لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ﴿١٠٨ التوبة﴾ ، لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ﴿٣٧ الحج﴾ ، وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴿٢٦ الفتح﴾ ، وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴿٥٦ المدثر﴾ ، ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴿٢ البقرة﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١ البقرة﴾ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴿٢٤ البقرة﴾ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴿٤١ البقرة﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴿٤٨ البقرة﴾. والكثير غيرها .
*ومن الغريب والعجيب في نفس الوقت أننا نجد الكثيرين منا يتطرقون لمعني التقوى من منظور شخصي إي كل ما هو يخص الشخص بمفرده أو من يهتم لأمرهم وينسي تماما المحيطين به والمجتمع الذي من شأنه التعامل معه والاحتكاك به بشكل مباشر فيصبح انانيا ويصنع كل ما هو في صالحه الشخصي وصالح عائلته دون النظر للآخرين كصلته للرحم مثلا ونسي قول سيدنا محمد صلِ الله عليه وسلم ( الرحم هو كل من هو من رحم آدم عليه السلام )
وهذه دعوة للرحمة والتراحم بين جميع بني الإنسان وهي صفة من صفات الحق سبحانه وتعالى .
*وهذه النقطة تحديدا تنعدم عند كل من يتهم بالإرهاب ويوصم به وربما يجد هذا الشخص الذي يرهب الناس ويقتلهم نوع خاص به من انواع التقوي كإتقائه للفقر بتقاديه المال مقابل القتل أو القيام باعمال ارهابية تنفيذا لأوامر اكثر ارهابا ممن يريدون السيطرة علي بعض الفئات أو ربما السيطرة علي بعض الدول وهم كثر، بمعنى أنه ليس لديه أي صفة من صفات التقوى أو بالأحري لا يوجد لديه أي صفة من صفات الانسانية ولا الحيوانية بل صفات شيطانية متأصلة .أي أن التقوي في مجملها ومعناها الشامل هي تمثل بشكل كبير الرحمة بمفهومها الشامل .
وهنا يتضح لنا تخصيصا أن التقوى صفة انسانية بحته . *وهنا اطرح تساؤل من منا يستطيع أن يطلق علي نفسه كلمة انسان ويصف نفسه بالإنسانية وهو في غاية القناعة بأنه يطبق مبادئ التقوى علي جميع البشر وليس علي نفسه فقط .؟