أكثر ما يُتعب بعض الناس ويُقلقهم حالياً هو الشعور الدائم بالنقص وهوس غياب السعادة بسبب المقارنة بالغير في ظِل الضَّجة التي تشهدها مواقع التواصل الإجتماعي مِن توثيق وتبادل للصور ومقاطع الفيديو مُتجاهلين كُلّ ما عندهم من نِعَمْ !
جميلة هي الحياة ببساطتها وعفويتها بعيدة عن اي تَصنُّع يُذكر والرضا التام بِما قدمهُ الله لك والقناعة بِمَا تملك تَعُد سببَاً كبيراً في السعادة والسرور ، فالإنسان إذا نَظَر لشخصٍ غيره فُضِّل عليه بِمالٍ أو منصب أو أيّ أمرٍ من أمور الدنيا فستبدأ نفسُه تُراوده بِشعور النقص والمُقارنة لِنيل هذا الشيء مُعْرِضاً وجهه عمَّا حوله من تفاصيل صغيرة مليئة بالفرح .
فَالوقوع في فخ المقارنات أمرٌ لا ينتهي ذاكَ يملكُ سيارة جديدة وآخر بيته كبير وفُلان لَدَيْهِ منصب فَتِلكَ حكمةُ الله في خَلْقِه !
وأمّا عن ضَجّة التصوير في السفر والتنقُّل من مكان لآخر وتوثيق لحَظاته عبر السناب شات والانستقرام وحَالات الواتساب الأمر الذي أصْبَح يُشْغِل الكُل وباتَ المتابع لهذا التوثيق يتجاهل سعادة يعيشها ويرى نفسه محروم ! لِكُلٍّ منّا يا أحِبّة حُرِّيته الخاصة في التعبير عن سعادته لا تدري قد يكون المُوَثّق لِيومياته عنده من النقص والمتاعب تماماً عكسَ
مَا تراه ! ولكنهُ أظهَر لنا جانبه السعيد فقط ، بينما فِي الجانب الآخر شخصٌ بصحته وكامل عافيته ويعيش أجمل لحظات السعادة ولكنّهُ لم يُظْهِر شيئاً بالتصوير وتلك حُرِّيته وعالمه الخاص ، ولكنّ غير المأسوف عليهم حقاً هُم من يملكون كل شي من مقومات السعادة من صحة وعافية ولمَّة أهل ولكنّهم يُردِّدُون كلمة " طَفَشْ " دائماً مُتنكدين من أمور تافِهَه ويَتذَمّرُون من قلة سفر وتنقلات ويحلمون بتلكَ الحياة المليئة بالترف غير آبهين بنعمةٍ وفيرة يعيشون فيها ! تناسَوا كل شي حولهم ظانِّينَ بأنّ السعادة تكمُنُ فِي دائرة السفر والتجوَّل فقط
أخيراً ؛ انتَ تملكُ من السعادة الكثير فقط عليك ان تعيش لحظاتها بطريقتك وقناعاتك الخاصة نحنُ ننعم بوطن مليء بالأمن والسلام وتكمُنُ خبايا سعادته بين أزِقّة حَوَارِيه الضيقة وبينَ بساطة ناسِهِ الطيبين بعيداً عن ترتيب وزخرفات التصوير اِسْتشْعِر سعادة الحياة حولك وعِشٌ تفاصيلها بِفرح